< مفتي السعودية يحرج الكثير بهذه الفتوى حول الفرق بين صلاة التراويح جماعة أو منفرداً في المنزل وأيهما أفضل؟ | الأحداث السعودية

مفتي السعودية يحرج الكثير بهذه الفتوى حول الفرق بين صلاة التراويح جماعة أو منفرداً في المنزل وأيهما أفضل؟

مفتي السعودية يحرج الكثير بهذه الفتوى حول الفرق بين صلاة التراويح جماعة أو منفرداً في المنزل
  • آخر تحديث

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجلى روحانيات هذا الشهر الكريم في مظاهر العبادة والطاعة التي يحرص المسلمون على أدائها، ومن أعظمها صلاة التراويح التي تعد من السنن المؤكدة التي يحرص عليها المسلمون في جميع أنحاء العالم، حيث تملأ أصوات القرآن أرجاء المساجد، وتتوحد صفوف المصلين في أجواء إيمانية تبعث الطمأنينة في القلوب. 

مفتي السعودية يحرج الكثير بهذه الفتوى حول الفرق بين صلاة التراويح جماعة أو منفرداً في المنزل

وفي هذا السياق أكد مفتي عام المملكة، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، على أن أداء صلاة التراويح في جماعة داخل المساجد هو الأفضل والأولى من أدائها بشكل فردي، مستند إلى ما ورد عن النبي ﷺ وما سار عليه الصحابة من بعده، إذ أن الاجتماع على هذه الصلاة فيه إحياء لسنة المصطفى وتعظيم لشعائر الله، إضافة إلى ما يترتب عليها من مضاعفة الأجر والثواب لمن حرص عليها كاملة حتى ينصرف الإمام.

كيف بدأت صلاة التراويح ولماذا أُجمع على فضلها في جماعة؟

يعود تاريخ صلاة التراويح إلى زمن النبي محمد ﷺ، فقد كان يؤديها مع الصحابة في المسجد، لكنه توقف عن ذلك خشية أن تُفرض على الأمة، فكان الصحابة يصلونها فرادى أو في جماعات صغيرة متفرقة، إلا أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي عهده بعد وفاة النبي ﷺ وانقطاع الوحي، اجتمع بالصحابة ورأى أن جمع المسلمين على إمام واحد في صلاة التراويح أمر فيه خير كثير، فوافقوه على ذلك، ومنذ ذلك الوقت أصبحت تصلى في جماعة في شهر رمضان حتى يومنا هذا.

ما فضل صلاة التراويح في جماعة؟

تتميز صلاة التراويح في المسجد بأنها تعزز روح الجماعة وتزيد من الخشوع، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف قوله ﷺ: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة"، مما يعني أن من يؤديها كاملة مع الإمام كأنما قام الليل بأسره، وهو فضل عظيم لا ينبغي التفريط فيه.

كما أن صلاة التراويح في المسجد تضفي أجواء إيمانية مميزة، حيث تملأ المساجد بالأصوات الندية للقرآن الكريم، مما يجعلها فرصة عظيمة للتقرب من الله والاستزادة من الطاعات، لا سيما وأن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.

لماذا يُفضل أداء صلاة التراويح في المسجد وليس في المنزل؟

يرى العلماء أن أداء صلاة التراويح في المسجد هو الأفضل والأكثر ثواب، وذلك لعدة أسباب، منها أن الصلاة في المسجد تحقق روح الجماعة وتعزز الترابط بين المسلمين، كما أنها تساعد على المواظبة على الصلاة دون تكاسل أو انقطاع، ففي بعض الأحيان قد يصلي الشخص التراويح منفرد في منزله، لكنه لا يتمها أو يشعر بالفتور بعد ركعات قليلة، بينما في المسجد يكون أكثر التزام وتحمس لإكمال الصلاة مع الجماعة.

إضافة إلى ذلك، فإن اجتماع المسلمين في المساجد خلال صلاة التراويح هو من شعائر الدين العظيمة التي تبعث في القلوب الطمأنينة وتزيد من روحانية الشهر الكريم، وهو ما يؤكد أهمية الحرص عليها في المساجد.

ما الحكم الشرعي لمن أراد أن يصلي التراويح في منزله؟

على الرغم من أن أداء التراويح في المسجد هو الأفضل، إلا أن صلاتها في المنزل جائزة ولا بأس بها، خاصة لمن يجد مشقة في الذهاب إلى المسجد، ولكن كما أوضح المفتي العام، فإن الاجتماع على هذه الصلاة في بيوت الله هو ما أجمع عليه المسلمون منذ عهد النبي ﷺ، لما فيه من تعظيم للشعائر وتحصيل للأجر الكامل، ولذلك فمن استطاع أداءها في المسجد فهو خير له، وإن صلاها في بيته فلا حرج عليه، لكن يفوته فضل الجماعة وفضل قيام الليلة كاملة مع الإمام كما ورد في الحديث.

كيف يمكن الاستفادة القصوى من صلاة التراويح في رمضان؟

ينبغي على المسلم أن يغتنم هذه الفرصة العظيمة خلال شهر رمضان، وذلك من خلال المواظبة على صلاة التراويح وعدم الانقطاع عنها، إضافة إلى محاولة التدبر في آيات القرآن التي تتلى خلالها، والحرص على الصلاة بخشوع تام بعيد عن الانشغال أو التسرع، كما يستحب للمسلم أن يصطحب أبناءه وأسرته إلى المسجد ليعتادوا على هذه العبادة ويحبونها، خاصة أن شهر رمضان هو فرصة عظيمة لغرس حب الصلاة في نفوس الأبناء وتعويدهم على الالتزام بالعبادات في أجواء جماعية مميزة.

صلاة التراويح ليست مجرد نافلة تُصلى في رمضان، بل هي فرصة عظيمة لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات، وهي مظهر من مظاهر اجتماع المسلمين في المساجد خلال هذا الشهر المبارك، ما يجعلها من العبادات التي ينبغي على المسلم الحرص عليها قدر المستطاع، لأن فضلها عظيم وأثرها في النفس لا يضاهى، فهي من أعظم ما يهيئ القلب لاستقبال العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.