الادارة العامة للمرور تنبه السائقين لسلوك هام يخفض استهلاك البنزين في سياراتهم بنسبة 30% على طرقات المملكة

أعلنت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية في بيان رسمي مفصل عن حملة توعوية جديدة تستهدف السائقين، حيث شددت على أهمية اتباع أسلوب قيادة متوازن يقلل من استهلاك البنزين بشكل ملحوظ، إذ أفادت الدراسات أن القيادة المتزنة تساهم في خفض استهلاك الوقود بما يزيد عن 30% على الطرق السريعة، وتصل نسب التخفيض إلى 40% داخل المدن.

الادارة العامة للمرور تنبه السائقين لسلوك هام يخفض استهلاك البنزين في سياراتهم بنسبة 30%

ويأتي هذا الإعلان في إطار جهود الدولة لتحقيق كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 واستراتيجياتها البيئية والاقتصادية.

وقد أوضحت الإدارة في بيانها أن اتباع أسلوب القيادة السلس والمستقر يتضمن تجنب التسارع المفاجئ والفرملة العنيفة، بالإضافة إلى المحافظة على سرعة ثابتة قدر الإمكان.

وأشار البيان إلى أن مثل هذه الممارسات تساعد في تحسين استهلاك الوقود وتقلل من التآكل الميكانيكي للمركبات، مما يساهم في خفض تكاليف الصيانة وتقليل البصمة الكربونية للسيارات.

كما أشير إلى أن السائقين الذين يتبنون هذا السلوك سيستفيدون من توفير مالي ملموس على المدى الطويل، إلى جانب تحسين تجربة القيادة وزيادة السلامة على الطرق.

وتعتبر هذه المبادرة جزء من سلسلة من الإجراءات التي أطلقتها الجهات المختصة لتحديث أساليب القيادة في المملكة، فقد تم تدشين برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى السائقين حول أهمية القيادة الاقتصادية وكيفية تطبيقها بشكل عملي أثناء التنقل على الطرق.

وتشمل هذه البرامج ورش عمل ودورات تدريبية يقدمها خبراء معتمدون في مجال تقليل استهلاك الوقود، مع التركيز على تبني تقنيات القيادة الحديثة التي تساهم في الاستفادة القصوى من طاقة السيارة.

البيانات الصادرة

وبحسب البيانات الصادرة عن دراسات أجرتها جهات مختصة في النقل والطاقة، فإن العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود تشمل التسارع الزائد والفرملة الحادة، بالإضافة إلى تجاهل صيانة السيارة الدورية وضغط الإطارات غير المناسب.

وأوضح الخبراء أن تحسين سلوك القيادة وتطبيق قواعد السير بحرص يؤدي إلى تقليل استهلاك البنزين بشكل ملحوظ، حيث تقدر الدراسات أن السائقين الذين يعتمدون على نمط قيادة متزن يمكنهم توفير نحو 30% من الوقود أثناء قيادتهم على الطرق السريعة، بينما تصل نسبة التوفير إلى 40% في ظل حركة المرور الكثيفة داخل المدن.

وأكد أحد المسؤولين في الإدارة العامة للمرور، في تصريح صحفي، أن "هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجية شاملة لتحسين الأداء البيئي والاقتصادي لقطاع النقل في المملكة.

إن تقليل استهلاك الوقود ليس فقط وسيلة لتخفيف العبء المالي على السائقين، بل يساهم أيضاً في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية وخفض الانبعاثات الكربونية بما يتوافق مع المعايير الدولية."

وأضاف المسؤول أن نجاح هذه الحملة يعتمد بشكل كبير على تعاون السائقين والتزامهم بتطبيق الإرشادات المقدمة عبر قنوات التوعية المختلفة، سواء من خلال الحملات الإعلامية أو ورش العمل التدريبية.

ومن الجدير بالذكر أن المملكة شهدت خلال السنوات الأخيرة جهود متواصلة لتحسين كفاءة استهلاك الوقود في قطاع النقل، وذلك بالتوازي مع الجهود الرامية إلى تطوير البنية التحتية للطرق وتحديث نظم المراقبة والرقابة المرورية.

وقد ساهمت هذه الإجراءات في تحسين معدلات السلامة على الطرق وتخفيض معدلات الحوادث المرورية، إلى جانب تعزيز الاقتصاد الوطني عبر تقليل الاعتماد على استهلاك الوقود وتوفير نفقات التشغيل.

منصة إلكترونية

وفي إطار تعزيز ثقافة القيادة الاقتصادية، أطلقت الإدارة العامة للمرور منصة إلكترونية تفاعلية تقدم نصائح وإرشادات عملية للسائقين حول كيفية تقليل استهلاك الوقود، فضلا عن إمكانية متابعة استهلاك البنزين بشكل دوري عبر تطبيقات الهواتف الذكية.

وتهدف هذه المنصة إلى توفير معلومات دقيقة مبنية على بيانات موثوقة من مصادر بحثية عالمية، مما يُمكن السائقين من اتخاذ قرارات أفضل أثناء القيادة وتحسين أدائهم الاقتصادي والبيئي.

يذكر أن مثل هذه المبادرات تحظى بدعم واسع من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة، إذ تعكس حرص المملكة على مواكبة التطورات العالمية في مجال النقل والطاقة، وتبني أحدث التقنيات لتحقيق التنمية المستدامة.

وفي ضوء هذا التحول، تعتبر توعية السائقين بأساليب القيادة المتزنة خطوة أساسية نحو خلق بيئة مرورية أكثر أمان وكفاءة، مع تحقيق وفورات اقتصادية بيئية ملموسة تسهم في دعم رؤية المملكة للمستقبل.

ختاماً، تؤكد الإدارة العامة للمرور على أن التزام السائقين باتباع أسلوب قيادة متزن ليس فقط واجب شخصي بل هو مسؤولية جماعية تساهم في تحسين جودة الحياة داخل المملكة.

ومن خلال تبني هذه الممارسات، يمكن للجميع أن يساهموا في بناء مجتمع أكثر استدامة وكفاءة اقتصادية، مما يعد خطوة إيجابية نحو مستقبل مشرق وآمن على طرق المملكة.