< السعودية تعلن عن إنجاز تاريخي في مجال زراعة القمح والاكتفاء الذاتي | الأحداث السعودية

السعودية تعلن عن إنجاز تاريخي في مجال زراعة القمح والاكتفاء الذاتي

إنجاز تاريخي في مجال زراعة القمح والاكتفاء الذاتي
  • آخر تحديث

في خطوة نوعية تعزز الأمن الغذائي في المملكة وتواكب مستهدفات رؤية 2030، دشن معالي وزير البيئة والمياه والزراعة، المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، ثلاثة أصناف جديدة من القمح تم اعتمادها رسميًا من قبل اللجنة الوطنية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة.

إنجاز تاريخي في مجال زراعة القمح والاكتفاء الذاتي 

هذه الأصناف التي تتمتع بمواصفات إنتاجية فائقة وقدرة تنافسية عالية صممت خصيصا لتناسب الظروف البيئية في المملكة، ما يفتح آفاق جديدة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، في ظل التحديات العالمية التي تؤثر على سلاسل الإمداد الغذائي.

زيارة ميدانية إلى مركز البذور والتقاوي للاطلاع على أحدث التقنيات الزراعية

جاء الإعلان عن هذه الأصناف الجديدة خلال الزيارة التي قام بها معالي الوزير إلى مركز البذور والتقاوي جنوب الرياض، حيث اطلع على أحدث التقنيات الحديثة المستخدمة في تطوير وإنتاج المحاصيل الزراعية.

هذه الزيارة لم تقتصر على الاطلاع على الجهود المبذولة داخل المركز فحسب، بل شملت جولة تفقدية لعدد من المشاريع الحيوية في منظومة الزراعة وشركات القطاع الخاص، مما يعكس حرص الوزارة على تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة وضمان توفير محاصيل زراعية ذات جودة عالية للسوق المحلي.

مواصفات أصناف القمح الجديدة: إنتاجية مرتفعة وجودة تنافسية تلبي الاحتياجات المحلية

تمثل الأصناف الثلاثة الجديدة نقلة نوعية في تطوير قطاع القمح في المملكة، حيث تشمل صنفين من قمح الخبز "القمح الطري"، وصنف واحد من قمح المكرونة "القمح القاسي" المعروف باسم "الديورم".

هذه الأصناف تمتاز بمواصفات استثنائية تجعلها قادرة على المنافسة مع الأصناف التجارية المستوردة، إضافة إلى قدرتها على تحقيق إنتاجية عالية، مما يعزز من جدواها الاقتصادية وجودتها الغذائية.

قمح صنف "معية" (قمح طري)

يعد هذا الصنف من القمح الطري أحد الخيارات المتميزة للمزارعين، حيث يمتاز بساقه القصير الذي يمنحه استقرار عالي في مواجهة الرياح والتغيرات المناخية، كما يتميز بتفريعه الكثيف وسنابله الطويلة التي تعزز من إنتاجية الحبوب، لون الحبوب الأبيض، ووزن الألف حبة يتراوح بين 41.4 إلى 43 جرام، أما نسبة البروتين فتبلغ 13.35%، بينما يصل متوسط الإنتاجية إلى ما بين 7.5 إلى 8 أطنان للهكتار، مما يجعله خيار اقتصادي مثالي.

قمح صنف "عسير 1" (قمح طري)

يعد هذا الصنف خيار مثالي للمزارعين الباحثين عن إنتاجية مرتفعة وجودة محسنة، حيث يمتاز بمتوسط التزهير، والساق متوسطة الطول، إضافة إلى تفريع كثيف وسفا متوسط، ما يعزز من استقرار النبات خلال مراحل نموه، لون الحبوب أبيض نقي، ويبلغ وزن الألف حبة منه 43-45 جرامًا، بينما تصل نسبة البروتين إلى 14.6%، ومتوسط إنتاجيته يتراوح بين 6.75 - 7.5 طن للهكتار، ما يجعله من الأصناف الواعدة لتحقيق إنتاجية مرتفعة وجودة عالية في الخبز والمخبوزات.

قمح صنف "عسير 101" (قمح قاسٍ - الديورم)

هذا الصنف من القمح القاسي "الديورم" يعد من الأصناف المثالية لصناعة المكرونة والمعكرونة بفضل محتواه العالي من البروتين، حيث تبلغ نسبته 15.42%، مما يمنحه قوام مثالي وجودة تصنيع متميزة، يمتاز هذا الصنف بتفريعه العالي وساقه القصيرة وسنابله متوسطة الطول، مما يجعله أكثر مقاومة للظروف البيئية القاسية، لون بذوره بني فاتح جدًا، بينما يبلغ وزن الألف حبة منه 47 - 49 جرامًا، ويصل متوسط إنتاجيته إلى 7.5 طن للهكتار، مما يجعله خيار استراتيجي لتعزيز إنتاج القمح القاسي محليًا وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

لماذا يعد القمح سلعة استراتيجية؟ دور الأصناف الجديدة في تحقيق الأمن الغذائي

القمح ليس مجرد محصول زراعي، بل هو أحد أهم السلع الاستراتيجية عالميًا، حيث يشكل العمود الفقري للأمن الغذائي نظرًا لكونه المكون الأساسي في إنتاج الخبز والمخبوزات والمعكرونة وغيرها من المنتجات الغذائية.

ومع تزايد الطلب على القمح عالميًا، تسعى المملكة من خلال استراتيجيتها الوطنية للزراعة إلى تعزيز إنتاج القمح محليًا، وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، بما يضمن تحقيق وفرة في المعروض وتجنب أي تحديات مرتبطة بتقلبات الأسواق العالمية.

دور وزارة البيئة والمياه والزراعة في تطوير القطاع الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي

تولي وزارة البيئة والمياه والزراعة اهتمام كبير بتطوير القطاع الزراعي في المملكة، حيث تسعى إلى تطبيق أحدث التقنيات الزراعية، وتشجيع المزارعين على استخدام البذور المحسنة ذات الجودة العالية، وزيادة الإنتاجية الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

كما تعمل الوزارة على دعم البحث العلمي في مجال تطوير المحاصيل الزراعية، بما يضمن استحداث أصناف جديدة تتناسب مع طبيعة المناخ السعودي، وتكون أكثر مقاومة للأمراض والآفات، مما يعزز من استدامة القطاع الزراعي ويسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.

القمح المحلي في مواجهة القمح المستورد: هل يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي؟

مع إطلاق هذه الأصناف الثلاثة الجديدة، تتجه المملكة نحو تعزيز قدرتها على المنافسة في سوق القمح، وتقليل الاعتماد على القمح المستورد.

فهذه الأصناف لا تتمتع فقط بجودة تنافسية، بل تحقق أيضًا إنتاجية عالية تجعلها بديل اقتصادي مناسب للمزارعين والمستهلكين على حد سواء.

ومع استمرار الجهود البحثية والتطويرية، يمكن أن تشهد السنوات القادمة مزيد من التحسينات في إنتاج القمح المحلي، مما يعزز من قدرة المملكة على تحقيق الاكتفاء الذاتي ويضعها في موقع متقدم بين الدول المنتجة للقمح.

القمح المحلي خطوة نحو مستقبل زراعي واعد في المملكة

تدشين هذه الأصناف الجديدة من القمح يعكس التزام المملكة بتطوير قطاع الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي كجزء من رؤية 2030.

ومع تزايد الاهتمام بتحسين جودة الإنتاج الزراعي، ودعم المزارعين، وتطوير التقنيات الحديثة في الزراعة، فإن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل زراعي مستدام، يحقق التوازن بين الاستهلاك والإنتاج، ويضمن توفير غذاء صحي وعالي الجودة للمواطنين والمقيمين.