طريقة حساب زكاة الأنفس في السعودية كم كيلو من القمح او التمر او الشعير والحالات التي تسقط فيها الزكاة عن أفراد العائلة

مع حلول شهر رمضان المبارك واقتراب عيد الفطر السعيد، يتزايد التساؤل حول مقدار زكاة الفطر الواجب إخراجها عن كل فرد، حيث تُعد زكاة الفطر من الفرائض التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- على عباده المسلمين. 

طريقة حساب زكاة الأنفس في السعودية كم كيلو من القمح او التمر او الشعير

وجاءت السنة النبوية لتؤكد مشروعيتها وأهميتها في تحقيق التكافل الاجتماعي والتخفيف عن الفقراء والمحتاجين، فهي زكاة واجبة تخرج قبل صلاة عيد الفطر، ويهدف إخراجها إلى تطهير الصائم مما قد يكون وقع فيه من لغو أو رفث خلال صيامه، كما أنها تعد نوع من الإحسان إلى الفقراء لإدخال السرور عليهم في يوم العيد.

زكاة الفطر وأهميتها في الإسلام

الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، وقد ورد في الحديث الشريف عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا"، وهذا يدل على عظم مكانة الزكاة في الدين الإسلامي، حيث لا يكون المسلم كامل الإسلام إلا إذا أداها في وقتها المحدد، وزكاة الفطر جزء أساسي من هذا الركن، حيث فُرضت على المسلمين كبار وصغار، رجال ونساء، حتى تعطى للمحتاجين قبل صلاة العيد ليتمكنوا من المشاركة في فرحة العيد دون عناء الحاجة.

ما مقدار زكاة الفطر بالكيلو جرام لكل شخص؟

يتساءل الكثير من المسلمين عن مقدار زكاة الفطر بالكيلو جرام، وقد أجمع الفقهاء والعلماء على أن مقدارها الشرعي هو صاعٌ من الطعام كما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، والصاع يُقدَّر بملء كفيّ الرجل المعتدل أربع مرات، وقد حُدِّد وفق المقاييس الحديثة بما يعادل 2.5 إلى 3 كيلو جرامات من الطعام الذي يقتاته أهل البلد.

في المملكة العربية السعودية، تم تقدير مقدار زكاة الفطر بما يعادل 3 كيلو جرامات من الطعام الشائع استهلاكه، مثل الأرز، أو التمر، أو القمح، أو العدس، أو غيرها من الأغذية الأساسية.

أما في مصر، فقد أفتت دار الإفتاء بأن مقدارها هو 2.5 كيلو جرام من غالب قوت أهل البلد، ويمكن إخراجها عينًا أو بالقيمة النقدية وفقًا لما يراه المسلم أكثر نفعًا للفقراء.

أحكام إخراج زكاة الفطر والحد الأدنى الواجب إخراجه

زكاة الفطر واجبة على كل مسلم قادر، حيث يُطلب منه أن يخرجها عن نفسه وعن من يعولهم من أفراد أسرته، ومن لم يكن قادرًا على إخراجها فهو من الأصناف المستحقة لها. الحد الأدنى الواجب إخراجه هو مقدار الصاع المحدد، ولا يجوز إنقاصه، ولكن يجوز الزيادة عليه طلبًا للثواب.

أما بالنسبة لموعد إخراجها، فقد اتفق الفقهاء على وجوب إخراجها قبل صلاة العيد، ويُستحب إخراجها في الأيام الأخيرة من رمضان لتصل إلى مستحقيها في الوقت المناسب.

جدول مقدار زكاة الفطر بالكيلو جرام حسب نوع الطعام

يختلف مقدار الصاع بالكيلو جرام حسب نوع الطعام نظراً لاختلاف كثافة ووزن المواد الغذائية، ويوضح الجدول التالي المقدار المناسب لكل صنف من الأصناف الشائعة لإخراج زكاة الفطر:

حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلاً من الطعام

اختلف الفقهاء في جواز إخراج زكاة الفطر نقد، حيث يرى جمهور العلماء أن الأصل في زكاة الفطر أن تخرج عين من الطعام، اقتداء بالسنة النبوية، إلا أن بعض المذاهب الفقهية، مثل المذهب الحنفي، أجازت إخراجها نقدًا إذا كان ذلك أنفع للفقراء.

وفي العصر الحالي، أجازت بعض دور الإفتاء في الدول الإسلامية إخراجها نقد لتيسير الأمور على الفقراء، حيث يستطيعون شراء ما يحتاجونه بأنفسهم، ولكن الأفضلية تظل قائمة لإخراجها عين من الطعام إلا في حال كان إخراجها نقدًا أكثر تحقيقًا للمصلحة.

أهمية زكاة الفطر في تحقيق التكافل الاجتماعي

تمثل زكاة الفطر واحدة من أبرز صور التكافل الاجتماعي في الإسلام، فهي تسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والتراحم بين أفراد المجتمع، حيث يشعر الغني بحاجة الفقير، ويشارك الفقراء والمحتاجون في فرحة العيد دون أن يشعروا بالحرمان، وهذا هو المقصد الأساسي من فرض هذه الزكاة.

متى يجب إخراج زكاة الفطر؟

يجب إخراج زكاة الفطر في وقتها المحدد، وهو قبل صلاة عيد الفطر، ويجوز تعجيلها بيوم أو يومين في أواخر شهر رمضان، وذلك لضمان وصولها إلى مستحقيها، وعدم تأخيرها لما بعد صلاة العيد، لأن ذلك يعد تفريط في أدائها في وقتها المشروع.

زكاة الفطر شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام تهدف إلى تحقيق التراحم بين المسلمين وإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين خلال عيد الفطر المبارك، وهي واجبة على كل مسلم مقتدر، ويجب الحرص على إخراجها في وقتها المحدد وبالمقدار الصحيح، سواء كانت عينًا من الطعام أو نقد بحسب الحاجة والمصلحة.

لذا، احرص على أداء هذه الفريضة العظيمة، واجعلها وسيلة لتطهير صيامك وتحقيق التكافل الاجتماعي، واستشعر بركة العطاء في هذا الشهر الفضيل.