< مميزات في النفط السعودي تجعله يتفوق على النفط الصخري الأمريكي | الأحداث السعودية

مميزات في النفط السعودي تجعله يتفوق على النفط الصخري الأمريكي

مميزات في النفط السعودي تجعله يتفوق على النفط الصخري الأمريكي
  • آخر تحديث

شهد قطاع الطاقة العالمي تطورات كبيرة في العقد الأخير، مع تغييرات جوهرية في ديناميكيات سوق النفط بفعل التقدم التكنولوجي وزيادة التنقيب والإنتاج، خاصة مع صعود إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلى الساحة.

مميزات في النفط السعودي تجعله يتفوق على النفط الصخري الأمريكي

لكن رغم ذلك، لا تزال السعودية تتمتع بمزايا استراتيجية تجعل نفطها يحتفظ بمكانة متقدمة مقارنة بالنفط الصخري الأمريكي.

هذا التفوق ينبع من عوامل متعددة تشمل جودة النفط السعودي، تكاليف الإنتاج، حجم الاحتياطيات، وقوة البنية التحتية التي تدعم الصناعة النفطية في المملكة.  

خلفية عن النفط الصخري والنفط السعودي  

النفط الصخري، الذي يستخرج عبر تقنيات التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي، شهد طفرة كبيرة في الولايات المتحدة منذ عام 2008، ما أدى إلى تحول البلاد إلى واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم.

في عام 2019، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن بلاده أصبحت "مستقلة في الطاقة"، مشير إلى قوة إنتاج النفط الصخري الذي شكل عنصر رئيسي في هذا التحول.  

في المقابل، تتمتع السعودية بتاريخ طويل في إنتاج النفط التقليدي، الذي يستخرج بطرق تقليدية من مكامن تحت الأرض.

تدير المملكة هذه الصناعة من خلال شركة "أرامكو السعودية"، التي تعد الأكبر في العالم من حيث القيمة السوقية وأحد أكبر المنتجين في القطاع.  

جودة النفط السعودي وتكاليف الإنتاج  

أحد أهم المزايا التي تجعل النفط السعودي يتفوق على النفط الصخري الأمريكي هو الجودة.

النفط السعودي معروف بجودته العالية، حيث يتمتع بدرجة كثافة منخفضة (light crude) ومحتوى كبريتي أقل.

هذه الخصائص تجعل النفط السعودي أقل تكلفة في عمليات التكرير، ما يعزز الطلب عليه في الأسواق العالمية.  

على النقيض، النفط الصخري يميل إلى أن يكون أكثر كثافة وأعلى محتوى كبريتي، ما يزيد من تكاليف التكرير ويجعل بعض الأسواق أقل انجذابا له.  

إضافة إلى ذلك، تكاليف إنتاج النفط السعودي تعد من بين الأدنى عالميا، حيث تشير التقارير إلى أن تكلفة استخراج برميل نفط سعودي تبلغ حوالي 3-5 دولارات فقط.

بالمقارنة، تصل تكاليف إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلى 40-50 دولاراً للبرميل، بسبب التعقيدات التكنولوجية المطلوبة لاستخراجه. هذا الفارق الكبير في التكاليف يمنح السعودية ميزة تنافسية واضحة في أسواق النفط العالمية.  

حجم الاحتياطيات السعودية  

تمتلك السعودية واحدة من أكبر احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، تقدر بنحو 260 مليار برميل، وفقاً لبيانات "أوبك".

هذه الاحتياطيات تضمن استمرار المملكة كمنتج رئيسي للنفط لعقود قادمة، مما يعزز استقرارها الاقتصادي ودورها في سوق الطاقة.  

على الجانب الآخر، احتياطيات النفط الصخري الأمريكي محدودة نسبيا، مع عمر إنتاجي أقصر للآبار.

بالإضافة إلى ذلك، تشير تقارير إلى أن معدلات الانحدار في إنتاج آبار النفط الصخري أسرع بكثير من نظيراتها التقليدية، مما يعني أن الشركات تحتاج إلى حفر آبار جديدة باستمرار للحفاظ على معدلات الإنتاج.  

البنية التحتية والتأثير الجيوسياسي  

السعودية تمتلك بنية تحتية متقدمة لتصدير النفط، تشمل شبكة واسعة من خطوط الأنابيب ومرافق التصدير، إضافة إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يسهل الوصول إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية.  

علاوة على ذلك، تلعب المملكة دور رئيسي في منظمة "أوبك"، ما يمنحها تأثير كبير على سياسات الإنتاج العالمية وأسعار النفط.

هذا التأثير الجيوسياسي يضع السعودية في موقع متميز بالمقارنة مع الولايات المتحدة، التي لا تستطيع التحكم في إنتاج النفط الصخري بنفس الطريقة بسبب طبيعة سوقها الحرة واعتماد الإنتاج على الشركات الخاصة.  

الاستدامة والتحديات البيئية  

أحد التحديات الرئيسية التي تواجه النفط الصخري هو الأثر البيئي، عملية التكسير الهيدروليكي، التي تستخدم لاستخراج النفط الصخري، تتطلب كميات كبيرة من المياه وتسبب انبعاثات غازية كبيرة، مما يعرض الصناعة لانتقادات شديدة من جماعات البيئة.  

في المقابل، النفط السعودي المستخرج بالطرق التقليدية أقل إضرار بالبيئة مقارنة بالنفط الصخري، ما يجعل استدامته أعلى على المدى الطويل.  

رغم الطفرة التي شهدها النفط الصخري الأمريكي، لا يزال النفط السعودي يحتفظ بمزايا تجعله أكثر تنافسية واستدامة.

الجودة العالية، التكاليف المنخفضة، الاحتياطيات الضخمة، وقوة التأثير الجيوسياسي كلها عوامل تضع النفط السعودي في مكانة رائدة عالمياً، مما يجعل المملكة لاعب أساسي في مستقبل سوق الطاقة العالمي.